صاحب النظرية الجديدة في الرياضيات : فرض منزلي وراء اكتشافي العلمي الباهر
«كاريماسيون» Karimation ليس إسما مستعارا لمراهق على الفايس بوك.. وليس عنوانا لموقع الكتروني للفذلكة والتعارف.. وإنما هو عنوان مشرّف ومسجّل لنظرية عالمية جديدة في الحسابيات.. اكتشفها صاحب الاسم كريم الطالب الجامعي التونسي.
زKarimationس نظرية جديدة في عالم الرياضيات. لم تأتنا من الخارج.. وإنما انبثقت من رحم تونس ومن داخل احدى جامعاتنا الحكومية.. إسم مكتشفها هو كريم الغرياني.. شاب تونسي.. صغير الملامح والسن في التاسعة عشر من العمر.. غطّت المواقع العالمية في الرياضيات والعلوم أخباره وأخبار النظرية التي ابتكرها.. والتي حملت اسمه واسم تونس كأصغر مكتشف لنظرية حسابية بعد مرور 122 سنة على آخر فرضيات تمّ اكتشافها.. وقد تمّ تسجيل ملكيتها ضمن منظمة «ARXIVس المختصّة في تسجيل حقوق ابتكار الفرضيات الحسابية ومنظمة «wikiver sityس للمحافظة على العلوم.
كريم الغرياني.. طالب عادي كغيره من طلاب الجامعات من مواليد 27 ديسمبر 1989.. درس بضفاف البحيرة قبل أن يلتحق بالمدرسة الاعدادية لوي براي ومنها الى معهد قرطاج بيرسا.. تنقله من مكان الى آخر كان مرتبطا بعمل والده الذي يرى فيه كريم الوالد الفنان والمختص في ابتكار الأسماء الاشهارية.. اعتنت به والدته وبشقيقه الذي يصغره بعقد واحد.. عاش كريم حياة عادية حتى بلغ مرحلة الباكالوريا التي اجتازها بنجاح بمعدل 16 من 20 في الرياضيات و18.25 في الفيزياء، واختار بذلك التوجه لشعبة الرياضيات والفيزياء والاعلامية، بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجية.. الى هنا كان كل شيء عاديا في حياة الشاب كريم الغرياني الطالب المنتبه في حصص المعهد حتى كان اليوم الذي تأخّر فيه عن تقديم فرضه المنزلي للأستاذ ليجد كريم نفسه مكتشفا لنظرية جديدة في عالم الرياضيات.. نظرية ولدت من تونس بعد مرور 122 عاما على النظرية الأخيرة المكتشفة في العالم.
كان سعيدا الى أبعد الحدود.. وهو يجلس إلينا قبل أن يتركنا ليعود مسرعا الى صفه الدراسي.. ملامحه وتصرّفاته كانت أقرب الى طفل منه الى شاب.. إلا أنه بدا واثقا من نفسه ومن قدراته.. ومتواضعا في الدرجة العلمية التي حصل عليها مقدما أساتذته الذين علّموه وساعدوه ليكتشف العالم نظريته عن نفسه.. لم نشأ أن نرتّب الأفكار والأسئلة وتركنا لكريم حرّ الكلام عن نفسه: «لم أكن أتصور أن ما فعلته في فرضي الجامعي المنزلي سيكون نظرية جديدة في عالم الرياضيات في العالم.. خلال شهر ديسمبر قدّم لنا أستاذنا السيد مهدي عبودة تمرينا في الرياضيات.. لكني تأخرت في إنجازه وذهب في اعتقادي أن العملية التي سأقوم بها ستكون طويلة نسبيا وقضيت فيها حوالي 3 أسابيع وأنا أخطّ أسطرها فقرّرت أن أختزلها.. أنجزت فرضي وسلـّمته لأستاذي الذي تشكّك في تلك الفرضية وقدمها لأساتذة آخرين في الرياضيات تونسيون وأجانب، ليسكت كريم لحظات وكأنما يسترجع أمرا مهما.. أهم من النظرية نفسها وهو يضحك: «لن أنسى ما فعله أستاذي لي.. إنه استثناء.. لقد ناداني وأعلمني بالقرار الذي توصل له وباقي الأساتذة، من كوني اكتشفت نظرية جديدة في عالم الحسابيات.. بعد مرور سنوات على اكتشاف النظريات السابقة التي نستعملها اليوم أي منذ سنة 1886، وأول ما فكّر فيه أستاذي هو أن يسجل هذه النظرية قبل أن يستحوذ عليها شخص ثان فأسميتها وأنا ألهو «كريماتيك» نسبة الى اسمي كريم.
* صغر سني كان المشكل
وسألنا كريم إن كان صغر سنه اشكالا وراء تسجيل الملكية لهذه النظرية.. فأجاب ببراءة الأطفال: «صغر سني ربما كان مشكلا.. لأنني لم أكن أنتمي الى مجموعة بحث أو منظمة معينة.. ولكن أساتذتي حموا نظريتي حتى تمّ تسجيلها مجانا في منظمتين عالميتين الأولى هي منظمة ARXIV المختصة في تسجيل النظريات العلمية، واعتبروني حالة خاصة لصغر سنّي.. والمنظمة الثانية هي منظمة WIKIVER SITY الحرّة والمختصة في المحافظة على العلوم».
* الكل يستعمل فرضيتي
وهل تعتبر نفسك محظوظا.. أم مبدعا؟ يقاطعنا كريم: «لا بل أنا طالب تونسي عادي يومها كنت فقط أبحث عن طريقة أسهل لإنجاح فرضي.. ولكني محظوظ فبعد تسجيل النظرية وملكيتها شرع الجميع في أنحاء العالم في استعمالها وهذا ما يسعدني.. أساتذتي سعداء بالمعهد.. بالرغم من كون معهدي ليس مختصا في الرياضيات وأنا سأدرسها لعامين فقط.
وقاطعنا كريم بالسؤال عن حبّ هذه المادة دون غيرها.. إلا أنه لم ينس بأن يعود بالذاكرة الى ثمانية أعوام خلت ليقول: «كيف أنساه إنه أستاذي «محمد البكاي» الذي درسني في الأولى ثانوي.. لقد أحببته كثيرا وأحببت من خلاله الرياضيات لقد أغرمني بها.. لدرجة صرنا فيها صديقين الى اليوم.. فهو يصطحبني معه في كل ملتقى علمي أو ندوة تخصّ الرياضيات سواء كان بالعاصمة أو بسوسة والحمامات، لأنه هو نفسه يتعامل مع الرياضيات بحب وليس مجرد مهنة (يسكت لحظات).. نعم أحب الرياضيات ولكني أريد أن أصبح مهندسا في البرمجيات المتعلقة بالرياضيات.. فأنا أحب الاعلامية لكن هذا لن يمنعني من كوني سأعود الى الرياضيات يوما.
* كتونسي نعم...
ما اكتشفه كريم الغرياني قد يجعل منه هدفا لعدة بلدان غربية تسعى وراء الأدمغة العربية والتونسية لتتبنّاها.. سألنا كريم إن وجد يوما الاغراءات المادية للهجرة فضحك..: «لا لن أبدي مانعا.. لكن بشرط واحد، أعتبره الأهم سأقبل الاستفادة من التجربة على أن تسجل كل النتائج التي قد أصل إليها باسم تونس.. وليس باسم البلد الذي سيرعاني حينها فقط، سأقبل».
وعن مشاريعه المستقبلية يقول كريم: «أعتبر هذه المرحلة عادية في حياتي والمهم أنها أي النظرية الجديدة في الرياضيات حملت اسم كريم الغرياني التونسي والطالب في معهد INSAT وبعد انتهاء الموسم الدراسي قد أنشر كتابا صغيرا (في 27 صفحة) كتبته العام الفارط حول علاقة الرياضيات بالموسيقى لأهديه لأصدقائي وأساتذتي.. فأنا أحب الموسيقى وأعزف الجاز والبلوز على آلة البيانو.. وأعزف على اليتار وأمارس التنس كرياضة.
هذه باختصار قصّة كريم.. الذي رأينا فيه الطفل قبل الطالب والمحب لأساتذته ومعلّميه قبل أن يكون مكتشفا لنظرية حسابية جديدة.. طفل في الهيئة.. مراهق في السنّ وعالم في النظريات.. تونسي بالأساس.
jouini anis
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire